قصة تمثال مريم العذراء الذي حطمه داعش، وباركه البابا فرنسيس
بقلم متّي إسماعيل
تمثال العذراء العائد لكنيسة مار ادي في كرمليس ، والذي باركه البابا بعد ترميمه ، حيث حطمه جنود دولة الخلافة أبان احتلالهم للقرية.
التدمير ثم الترميم :
بعد تحرير الكنيسة ورؤيتنا للحرق والتدمير والتحطيم الذي لحق بكل اجزائها، شعرت وكأن قطعاً من جسدي أحرقت وحطمت! كيف لا؟ سيما أن قصتنا معها استغرقت نصف قرن من الزمان. وكان لنا شعور بأن تماثيلها حيّة، تحاكينا ونحاكيها، ونحس وكأننا أصبحنا أحباء، نتبادل النظرات الصامتة اثناء اداء المراسيم والطقوس واصوات التراتيل والتسابيح تتعالى، والمبخرة تعطر الأرواح، والقلوب ترقص على صوت الصنوج.
الاخ متي اسماعيل
هو من أبناء خورنتنا الكلدانية مار أدي ومار ماري في ابرشية ايسن الكاثوليكية بألمانيا. وهو من القرية الكلدانية العريقة كرمليس التي احتلها ودمرها داعش، لكنها استعادت حياتها بهمة ابنائها الطيبين، وبدعم اناس ذوي النوايا الحسنة، والقلوب المُحبة، والايادي السخية. كما يجدر بالذكر، بأن الاخ متي اسماعيل هو شقيق اسطيفان اسماعيل، النجار الذي اعدّ – بمعية ودعم راعي الخورنة الخوراسقف بولس (ثابت) حبيب – صليباً من الواح خشب لبقايا مقاعد كنيسة احرقها داعش حينما قام بتدنيس كنيسة مار أدي في بلدة كرمليس. وقد وضع هذا الصليب وسط حوش البيعة التي اقام فيه قداسة البابا صلاته حينما زار مدينة الموصل.
صورة يظهر فيها نفس تمثال العذراء مريم. تم التقاط هذه الصورة بمناسبة عماذ ابن كاتب المقال واسمه اسماعيل سنة ١٩٩٩، والعراب هو الاب لوسيان بابكا.